2 مايو 2007

قصة الخروج


منذ تفتحت عيني علي هذة الدنيا ومنذا محاولاتي المضنية لاكتشافها وشغوفي بكل ما حولي من مكونات تلك الحياة ورغم اني مازلت وليدا فمنذ يوم ووضعتني امي في لفتي خوف علي من الهواء والعيون فكنت أطل بتلك العيون المغلقة من داخل عالمي لاري الخارخ القادم من اخر حجرات البيت مشيرا الي وجود الحياة في خارج تلك الحجرة وايام تمر يتغير فيها الحال فبعد خروجي من اسر لفتي وانطلاقي الي الحبو فمرة اقف ومرة اسقط وكل يوم اسعي الي تلك الحجرة وخطوات تتبعها خطوات في سبيل الوصول :ومع تكرار المحاولات للوصول الي مكان النور وجدة في نهاية حجرتنا المطلة علي شارع الحياة البلكونة اتي كانت محصنة باعوادحديدية فكنت اتعلق بها لاكتشف ذلك العالم الجديد وادون في مخيلتي صورة السائرين والجالسين والمتكلمين والصامتين والبا سمين والباكين ويدور في عقلي الذي مازال يحبو معي الف سوال وسوال عن تلك الحياة المتسارعة ولماذا كل واحد من هولا علي تلك الحالة : ولكن كالعادة جوابي صمت وكلماتي نظرات موزعة علي عالمي المكون من امي الباكية المتعبة وفي قلب عينيها ابتسامها المخنوقة وابي الذي يرحل صباحا نائما في شكل من اشكال المستيقظين والرجوع في نهاية اليوم صامتا متعبا وكانة يحمل العالم في تلك الكرة التي في اعلي اجسامنا وكلما نظرت اليهم اتسال في صمت ماذا تحملين لي ايتها الحياة ويملاني الشوق اليها وكلما مات يوم وولد يوم اخر كلما بدات اسير وحملتني قدماي بالخطوات في ذلك الوطن الذي اسكن فية تملاه ابتساماتي ومشاغباتي المتكررة مع أمي وابي وبدات اتجول في بلاد ذلك الوطن وازوها حجرة حجرة والتمتع باثارها المعلقة علي جدران تلك الغرف التي أصبحت هي مزاري الذي أقوم فية بالسياحة والتنزه وكنت أذهب الي شاطي البانيو لكي اتمتع برياضة الغوص ولكن التساءولات دائما ماتحاصرني عندما اجلس عند الغروب واتساءل لماذا ياتي ابي متعبا رغم انة يخرج الي قلب العالم وليس سجين مثلي بين غرف صامتة وامي التي تحول تدبير شئون المنزل في صمت مع غضبها الذي يودي في نهاية الامر الي جلوسها بغرفتها وبكائها المستمر وسبها لتلك الحياة التي لم يعد فيها ارخص من ذلك الانسان والغلو الذي يقتل كل فقير لانة لايملك السلاح الذي الذي ياكل بة غيرة من الناس واصبحت امي مع نمط حياتها المتكرر تكرة تلك الحياة كما تكرة ذلك الفقر الذي كان يقيم في بيتنا وكانة احد افراد العائلة ولولا ان امي كانت تخاف من دخول النار لالقت بنفسها من علي تلك النافذة التي اطل منها علي العالم ولكنها كلما كانت تقترب من البلكونة كانت نبضات قلبي الصغير تدق في عنف واحاول الصراخ ولكن لساني الذي لايعرف الكلمات وعقلي العاجز عن ترجمة ما اريد وارسالها الي الي لساني للصراخ فكانت دموعي تسبقني بالبكاء خوفا علي امي ولكن امي ما ان كانت تصل الي البلكونة حتي تجدها ناظرة الي السماء باكية وناظرة الي وتقول يارب لولا انت مابقيت علي تلك الحياة وتعود باكية لكي تنتهي من عمل المطبخ قبل عودة ابي وينتهي مشهد امي وتتركني لتساءولاتي المتكررة لماذا كل من حولي غاضب من ذلك العالم وعلي هذا تمر الايام مابين يوم مبتسم ويوم باكي وبانتهاء هذا اليوم يطل اليوم القادم ويولد في عمري يوم جديد وامل جديد حتي اصبحت أبا لايام كثيرة تجاوزت كل الاعداد التي علمتها لي أمي وكانت حدود البيت دوما خطا احمر رسمتةلي أمي فممنوع الاقتراب هنا اومحاولة التصويرالبصري أومحاولة النظر لدرجات السلم: الا ان كنت بين يديها في احد الزيارات المملة التي اتي منها متعبا من كثرة الحمل والتقبيل والجلوس الي جوار امي فكان تلك الدرجات هي ما احتاجة لتكون أول منفذ الي خارج حدود الوطن الذي أصبح متكرراحتي انه اصبح مرسوم بداخلي وانا مرسوم علي جدرانة الصماء وعلي هذا: حتي اتت اللحظة التي اتمناها ولا تستطيع امي أن تمنعني لانني ساخرج بقوة القانون التي تخاف امي منه واليوم انا ساخرج: فاقام قلبي حفلا ودعا الية جميع أعضائي وبدا الاحتفال بدق طبول نبضات قلبي وتم توزيع الشربات من ذاك الدم الذي احمرة بة بشرتي في فرح وارتفعت درجة حرارة الاحتفال حتي ظهر ذلك في احمرار أذني وارتفاع درجة حرارتي وانا غير مصدق حتي فتحت أمي بيدها حدود الوطن ايذانا ببدء الانطلاق لذلك العصفور الذي نمت ريشاتة البسيطة لينطلق الي درجات السلم طائرا ليقدم الي العالم الخارجي ورقات اعتمادة ويرسم علي جبينة الصغير ختم تلك الحياة ::: ومع خروجي كانت قبلة امي المغلفة بدموعها أول شي وضعتة الحياة الجديدة علي خدي وكانها كانت تطبع تلك الحياة من البداية في مخيلتي وبعدها توالت الايام والاحداث حتي ادركت قبلة أمي المغلفة بالبكاء ؟ ابراهيم

ليست هناك تعليقات: