20 أبريل 2009

صرخات مقطوعة


في قلب المدينة الكبري في احدي عشش الصفيح من فوق سطوح اعلي المنازل وفي احدي عششها كان صوت الصغير يخرج الي الدنيا معبرا عن نفسة مثبتا وجوده حملته الدايه واخرجته الدنيا وضربتة علي مقعدته وكان قدر ابن ادم ان يظل يضرب من الحياة الي الممات وربطة حبله السري ولفته في قطعة من القماش واعطته الي أمه التي لم تجف دموعها من الالام الولادة وفرحتها بالصغير واتناولته وضمته الي صدرها لتخفف من صرخاته المتلاحقه التي كانت ترتد من صفيح العشه الصدا فيحدث صوتا عاليا واعطتة ثديها ليهدا : وبعثت باحد ابناء جارتها الي زوجها المنتظرعلي الرصيف بين اكوام البشر الواقفة في حالة استعداد ليذهب مع احد الطالبين لانفار للعمل في الفاعل مقابل لجر زهيد : فهو يخرج في الصباح بعد صلاة الفجر حاملا معة ملابس اقدم من التي يلبسها فهي ممزقة من كل جانب الا انها تستر عورتة وتحفظ لة هيبتة وكرامتة وتبقي من عمر ملابسة التي يلبسها بعد ان تذهب الشمس تاركة هولاء الناس لتراهم في الغد كما تركتهم ويعود بعد غروب الشمس فاما ان يعود محملا بقليل من زاد الحياة وما يسدون بة جوع البطون الخاوية وبعض متاع الدنيا من احلام الفقراء او ان يعود بنفس حزينة وعين مكسورة وقلب مكلوم يخشي ان ينظر في عين زوجتة الحامل التي تريد ان تتوحم كما تفعل النساء ولكنها وبكل حب دائما ترضي بالقليل الذي لا يرهق زوجها ولا تجرح بة نفسة فهي يكفها ان تري الحب في عينية والطمانينة في نفسة فتسعد وكان كل الدنيابين يديها بنفس راضية . واستمر حملها ووحمها والامها التي اثرت ان تكون بالغريب دون الناس فاشتهت في وحمها ما لا تشتهيه النساء كاكل الطوب الاحمر فكانت تاكل في طوب المنزل وجاء الخبر الي الرجل الجالس يفكر في امر المولود القادم وامر زوجتة الحامل ومصاريف الصغير وملابسة واحتياجاتة وصحة امة وقلة الحاجة لكنه انتبة علي صوت المرسال القادم بالبشري فقام مسرعا ناسيا كل شي وقبل الفتي الصغير الذي اتاة بالبشارة والتف حولة اصدقاءة في الفقر وبني جلدتة واحتضنة احدهم بالتهنئة ودس في جيبة بعض جنيهات قليلة وقال لة الف مبروك يابوعمووتبعة الاخرون في فرحتهم وفعلو كما فعل صاحبهم والرجل يقف متخشبا في عينيه دموع الخجل ولسانة يرد بالتهنئه الله يبارك فيكم عقبال عندكم وهو يريد ان يرد ايديهم ولكنه لايستطيع فهو لايملك في جيبة الا جنيهات قليلة ولكن الله ابدا لا ينسي عبيدة ورفع يدية بالسم علي اصحابة وانطلق مسرعا الي بيتة وصعد الي عشته التي تمءها الفرحة بمولودة الاول ورفيقة الدرب التي لم تقل لة يوما ينقصني شي او جعلتة يشعر بالعجز ان لا يستطيع ان يوفي لها احتياجاتها ولكنها كانت دوما حنينة القلب عفيفة اللسان رقيقة باسمة الوجة دائما وان كان بها الهم والتعب فقبلها في وجنتيها وهمس لها في اذنها ببعض كلمات من الحب والشكر والفرحة فابتسمة خجلة لة وهي تصارع الالام الولادة جراء النزيف الذي اصابها ولا احد من الجالسين بجوارها يعلم عنة شيئا : اخذ الاب ولدة الصغير بين احضانة تملاءة الفرحة ينظر في عين الصغير ويذهب بة التفكير الي المستقبل وانة سيفعل كل شي من اجل ان يوفر له ولاخوتة من بعدة كل مايريدون وان يحسن تعليمهم وتاديبهم حتي لا يكونون مثلة سكانا في دنيا الفقر واخذ ووضع الصغير بجوار امة النائمة ونظر في وجهها فراة غريبا ليس هذا وجهها فسال من حولها من النساء فطمانوة ان هذا من التعب ولكنة لم يطمئن وذهب مسرعا الي اقرب عيادة قريبة منة وجاء باحدي الطبيبات التي قررت نقل الام المستشفي باسرع وقت ممكن والاب مشغول بالام المريضة والطفل الرضيع والدنيا تدور بة ولا يدري ماذا يفعل فاتي بسيارة نصف نقل ساعدوة في ايجادها من كانو حولة من الجيران وحمل الام وفرش لها ملاءة ووضع لها مخدة وارقدها في صندوق السيارة وهو يقول للسائق بسرعة الي اقرب مستشفي حكومي الله يخليك وتمر الدقائق وكانها ساعات حتي تمر السيارة بين السيارات المتراكمة وتصل ال الام الي المستشفي بعد عذاب ومحيلة واستعطاف وهي مازالت غائبة عن الوعي ولكن تحجرة القلوب وتدخل الام المستشفي وكان الصغير يعرف حال امة وامها وما بها ف ينقطع عن البكاء واب في حيرة من امرة مابين بكاء الصغير والام الصامتة وجيبة الخالي الا من فتات المال ولكن القدر كان اسبق الي الام فذهبت وتركت صغيرها بين احضان اخريات يعطينة صدورهن شفقة ورحمة وعطفا لا حبا واملا كما ترضعة امة ونظر الاب الي الاطباء وهو يقول لهم حسبي الله ونعم الوكيل وخرجو من المستشفي كما لم يدخلوها وعادو بصورة ام غائبه وذكري بعد حقيقة وسراب بعد أمل ودمعة بعد ابتسامة وسعادة ذهبت مسرعه وكانها لا تسكن بيوت الفقراء ولا تاتي اليهم ا وهي في عجلة من امرها ودفع الاب ماكان في جيبة في دفن الام بنقود الفقراء التي جمعها والدموع علي وجهه لاتفارقة حزنا علي رحيل الزوجة وانتهي العزاء وفي الليل والصغير بين يديه وصوت الهواء وهو يضرب في صفيح العشش فكانت ليلة تبعتها ليلة ورغم ان البوءس قد اخذ مكانة بين تقاسيم الوجوة الا ان الحياة فية لاتنقطع والابتسامات فية مثل الدموع لاتجف ولاتنتهي : ابراهيم